المعاكسة البنـاءة نسيم @ الفروسات

من طرف محمد نسيم الأحد 27 مارس 2011, 8:07 pm

المعاكسة البناءة

المعاكسة البناءة، وهي أن تقرب مـن يقصيـك، وتكـرم مـن يؤذيك،وتعتذر إلي من يجني عليك، سماحة لا كظما،ومودة

لا مصابرة،وهذا بأن يكونا الإحسان والإسـاءة بينـك وبينـه خطتيـن، فخطتـك الإحسـان،وخطتـه الإسـاءة،ولـك في ذلـك رسـول الله الأسـوة الحسنـة، فقد كان صلي الله عليه وسلم

هذا بعينه،ولم تكتمل هـذه الأخـلاق لأحـد سـوي رسـول الله

صلي الله عليه وسلم،ثم لورثته بحسب سهامهم في التركة،

وكـان شيخ الإسـلام ابـن تيمية قـدس الله روحـه جامع لهذا الخصال،وقال فيه أصحابه مـا رأينـاه يدعـو علـي أحـد قـط،

وكان يدعو لهم،وجاءه يوما رجلا مبشرا بموت أكبر أعدائه،

وأشدهم عداوة وأذى له ،فنهره وتنكر له وأسترجع،ثـم قام

من فوره إلـي إلـى بـيت أهله فعـزاهم،وقـال إني لـكـم مكانه،

ولا يـكون لـكم أمر تحتاجون فيه مساعدة إلا وساعدتكم فيه،

فسروا به ودعوا له،فرحمه الله رحمة واسعة.

*أمـا معني الإعتذار إلي من يجني عليك فهو أن تنزل نفسك

منزلـة الجاني لا المجني عليه، والجاني خليق بالـعذر،وهـذا

لأنك كما تعلم أنه إنما سلط عليك بذنب كما قال تـعالـي ومـا أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)،وهذا

هو حال من بدأ بالجناية فأنتقم الله منه على يـد أعدائـه فهـو

في الحقيقة أولي بالاعتذار.

*أما معني سماحة لا كظما،ومودة لا مصابرة،فهي أن تجعـل هذه المعاملة منك صادرة عن سماحة،وطيبة نفس،وانشراح صـدر،لا كظم،وضيق ومصـابرة،فإن ذلك دليل على أنه ليس

في خلقك، وإنما هو تكلف يـوشك أن يـزول ويفتضح،ولـيس

المقصود إلا إصلاح الباطن والسر والقلب.